من سيرة وكلمات الإمام الرضا (ع) - الشيخ علي حسن

قال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة: (روي أن قوماً من المتصوفة دخلوا بخراسان على علي بن موسى عليهما السلام فقالوا له:
إن أمير المؤمنين فكر فيما ولاه الله من الأمور، فرآكم أهل البيت أولى الناس أن تؤموا الناس، ونظر فيكم أهل البيت فرآك أولى الناس بالناس،
فرأى أن يرد هذا الأمر إليك، والإمامة تحتاج إلى من يأكل الجشب، ويلبس الخشن، ويركب الحمار، ويعود المريض.
فقال لهم: إن يوسف كان نبيا يلبس أقبية الديباج المزردة بالذهب، ويجلس على متكآت آل فرعون ويحكم، إنما يراد من الإمام قسطه وعدله:
إذا قال صدق، وإذا حكم عدل، وإذا وعد أنجز، إن الله لم يحرم لبوساً ولا مطعماً. ثم قرأ: [قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ
قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ]).
2. في عيون أخبار الرضا للصدوق بالسند عن محمد بن موسى بن نصر الرازي قال: سمعت أبي يقول:
(قال رجل للرضا عليه السلام: والله ما على وجه الأرض أشرف منك أبا فقال: التقوى شرفتهم، وطاعة الله أحظتهم.
فقال له آخر: أنت والله خير الناس فقال له: لا تحلف يا هذا: خير مني من كان أتقى لله عز وجل وأطوع له،
والله ما نسخت هذه الآية [وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ]).