البرنامج الأمثل لإدارة الدولة وقيادة المجتمع (21) ـ السيد حسين الشامي

(فالجنود بإذن الله حصون الرعية، وزين الولاة، وعز الدين، وسبل الأمن، وليس تقوم الرعية إلاّ بهم).
بعد أن ذكر الإمام علي عليه السلام أصناف المجتمع كافة شرع في يتوضيح مهمات هذه الأصناف ودورها في بناء الدولة والحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فعبّر عن الجنود بأنهم:
حصون الرعية: أي أن الجنود أسوار الوطن وحماة المواطنين من أي اعتداء غاشم من الخارج والداخل.
وزين الولاة: أي أن العسكر ـ الجيش والشرطة ـ مظهر القوة والعزة لقادة البلاد، وإن الحكومة بدون قوة عسكرية لا يعبأ بها، ولا تستطيع أن تتخذ القرارات الصعبة في المجالات المختلفة.
وعز الدين: لأن الدين ينتصر بسببهم ويزداد قوة ومهابة في نفوس معتنقيه وأعدائه على حد سواء.
وسبل الأمن: لأن الجيش والقوات الأمنية أدوات لحفظ الطرق العامة وتأمين حركة الناس بين المدن والقرى والقصبات، من تعدي قطاع الطرق وعصابات الجريمة المنظمة.
بعد هذا الاستعراض لخصائص وصفات الجنود ودورهم الأساسي في حفظ الأمن والاستقرار وحماية القانون، يصل الإمام عليه السلام في عهدة الشريف إلى النتيجة الطبيعية لوجودهم وهي أن المجتمع لا يقوم إلا بالجنود، وأن الحكومة لا تنجز أعمالها ولا تنفذ برامجها ومشاريعها إلا بحمايتهم وقوتهم. مع ملاحظة أن طبقة الجنود وهم القوة العسكرية والأمنية هي من أخطر الفئات في البلاد إذ أن السلاح بيدها وهي تمتلك أسباب القوة والحسم، ولا حاجز يحول بينها وبين التمرد على القانون أو التعسف في التعامل مع الرعية. فلا بد من الاهتمام بهذه الطبقة ومراقبتها وضمان عدم طغيانها، كما يجب الاهتمام بإشباع حاجاتها الطبيعية خشية أن تتحول إلى جهة معادية تعمل بالضد من مصلحة الوطن وحياة المواطنين.