ليكن رسول الله قدوتنا (1) ـ مقال للحاج عمار كاظم

محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الشخصية القرآنية العظيمة في فكرها ووعيها وقمة في عبادتها وتعلقها بربها الأعلى تبارك وتعالى، الشخصية الرائدة في أساليب التعامل مع الفرد والأسرة والمجتمع والناس جميعاً، الشخصية المثالية في حسم المواقف والصدق في المواطن ومواجهة المحن. الشخصية ذات الأخلاق السامية (وإنك لعلى خلق عظيم) شهادة من البارئ عز وجل على عظمة أخلاق نبيه محمد صلى الله عليه وآله، وسمو سجاياه وعلو شأنه في مضمار التعامل مع ربه تعالى ومع نفسه ومجتمعه. سئل الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام عن عظمة شخصية رسول الله فأجاب: (كيف أصف أخلاق النبي صلى الله عليه وآله وقد شهد الله تعالى بأنه عظيم حيث قال: {وإنك لعلى خلق عظيم}؟). هذا الإعداد الإلهي لرسول الإنسانية، كما أشار إليه أخوه وابن عمه ورفيق دربه علي بن أبي طالب عليه السلام: (ولقد قرن الله به صلى الله عليه وآله من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم بمحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره).
وعن مدى تعلقه بالله عن طريق الصلاة قال النبي: (يا أبا ذر إن الله تعالى جعل قرة عيني في الصلاة وحببها إلي كما حبب إلى الجائع الطعام، وإلى الظمآن الماء، فإن الجائع إذا أكل الطعام شبع وإذا شرب الماء روي وأنا لا أشبع من الصلاة). ومن دعائه إذا وضعت المائدة بين يديه: (سبحانك اللهم ما أحسن ما تبتلينا، سبحانك ما أكثر ما تعطينا، سبحانك ما أكثر ما تعافينا، اللهم أوسع علينا وعلى فقراء المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات). وكان صلى الله عليه وآله وسلم شديد الاهتمام بالقرآن الكريم قراءة وتدبراً ووعياً لمقاصده وتجسيداً لمفاهيمه، فقد ورد عنه أنه قال: (خيـركم من تعلم القرآن وعلمه). روي عن الإمام الحسين عليه السلام: (سألت أبي أمير المؤمنين عليه السلام عن مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: (مجلسه مجلس حلم وحياد وصبر وأمانة لا ترفع فيه الأصوات ولا يوهن فيه الحرم ولا تنش فلتاته متعادلون متفاضلون فيه بالتقوى متواضعون يوقرون فيه الكبير ويرحمون فيه الصغير ويؤثرون ذا الحاجة ويحفظون الغريب)، وفي حديث آخر: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله دائم البشر، سهل الخلق لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب ولا فحاش ولا عياب ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهي فلا يؤيس منه ولا يخيب فيه مؤمليه قد ترك نفسه من ثلاث: المراء والإكثار ومما لا يعنيه).