خطبة الجمعة 25 رمضان 1442: الشيخ علي حسن : الخطبة الثانية: مهما تقادم الزمن


- مهما تقادم الزمان بالقضية الفلسطينية، فإنها يجب أن تبقى حاضرة بقوة في ضمير كل مسلم.
- هناك محاولات عديدة جرت وما زالت تجري، وبحجج مختلفة، تسعى لأن تهمّش القضية، أو أن تجعلها منسيّة، أو أن تحرفَها عن سياقِها التاريخي، أو أن توجّهها في اتجاهٍ يدفع الناس إلى التململ منها وإهمالِها، بل والانقلاب على الشعب الفلسطيني المظلوم ومعاداتِه، إلى درجة صار بعض الكتاب الخليجيين يبدي حزنه لموت الإسرائيليين ويتمنى لو أن ذلك وقع بحق أهل غزة!
- المفترض بنا أن نمتلك وعياً دينياً، وتاريخياً، وسياسياً، وأمنياً، يفوّت الفرصة على أصحاب تلك المحاولات... ويوم القدس العالمي الذي نُحييه في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك مناسبة لها ثِقلُها في تحقيق هذا الوعي أو المحافظةِ عليه.
- وإن كان العنوان هو خصوص القدس، إلا أنّ هذا لا يعني إهمال سائر امتدادات القضية الفلسطينية، فعنوان القدس عنوان رمزي لكل القضية، وجاء اختيارها على وجه التحديد لما لها من قدسية وأهمية في وعي الإنسان المسلم.
- واحدة من أكثر الأمور التي يحرص على تحقيقها الكيان الصهيوني الغاصب أن يُغيّب القضية الفلسطينية عن ضمير الأمة الإسلامية، ليستفرد بها، ويزعجه كثيراً أن يجد الدعم، ولو المعنوي من خلال إحياء مثل هذا اليوم في أنحاء العالم الإسلامي بما يؤكد بقاء القضية حية في الضمير المسلم... ولذا لا تستقلّوا أمر هذا الإحياء.
- لقد شهدنا قبل أيام غطرسة الصهاينة في مواجهة المقدسيين في ليالي شهر رمضان
المبارك، ورأينا بطولات أبناء فلسطين في التصدّي لهذه الغطرسة بأيديهم العزلاء، ورأينا كيف تراجع الصهاينة عن وحشيتهم أمام هذه المقاومة البطولية... ألا يستحق هؤلاء الأبطال دعمَنا ولو بالإعلان صراحة وبقوّة أن فلسطين باقية في ضمائرنا، وأنّ القدس السليبة تستحق منا أن ننصرَها ولو بإحياء يومٍ مباركٍ من أيام شهر رمضان ليكون مُعنوناً باسمِها؟ ألا يستحق أولئك الأبطال دعمَنا ولو بأن نرفع أيديَنا بالدعاء لهم في شهرِ الدعاء؟ فلتكن لنا مساهمة، ولو برسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لنقول للعالم أن فلسطين ستبقى حية في ضمائرنا، وأن الحق لابد وأن يعود لأصحابه يوماً، مهما طال الزمن.