خطبة الجمعة 24 ذوالقعدة 1440: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: من سنن رسول الله (ص)

- قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب:21].
- من صور التأسّي، التأدّب بآداب رسول الله (ص)، والتخلّق بأخلاقه الكريمة، والاتّصاف بظاهر سنّته وباطنها.
- ومما جاء في وصف أخلاقه وسننه كما في مجموعة من النصوص فيما له علاقة بالتواضع على الرغم من موقعه القيادي: (كان النبي (ص) يرقَعُ ثوبَه ويخصِفُ نعلَه، ويَحلبُ شاتَه، ويأكلُ مع العبد، ويجلس على الأرض، ويركب الحمارَ ويردِف، ولا يمنعُه الحياء أن يحمِلَ حاجتَه مِن السوق إلى أهله).
- ومن صور السلوك الاجتماعي العام: (ويصافحُ الغنيَّ والفقير، ولا ينزعُ يدَه مِن يدِ أحدٍ) أي عند المصافحة (حتى ينزعها هو. ويسلّم على مَن استقبلَه مِن غنيٍّ وفقير، وكبيرٍ وصغير. ولا يُحقِّرُ ما دُعي إليه ولو إلى حَشَف التمر) أردأ أنواعه (خفيفُ المؤونة، كريمُ الطبيعة، جميلُ المعاشرة، طلِقُ الوجه، بسّامٌ مِن غيرِ ضِحك) قهقهة (محزونٌ مِن غير عُبوس، إذا حدّث بحديثٍ تبسّم في حديثه) وهذا مدعاة للتأثير من خلال الكلام (متواضع من غير مذلّة، جوادٌ مِن غير سرَف. رقيقُ القلب، رحيمٌ بكل مُسلم. يُقسّم لحظاتِه بين أصحابه، فينظر إلى ذا وينظر إلى ذا بالسوية، ولم يبسُط رِجليه بين أصحابه قط. وأكثرُ ما يجلس تجاه القبلة. ما ردّ سائلَ حاجةٍ قط إلا أتى بها، أو بميسورٍ مِن القول، وكان أخفَّ الناس صلاةً في تمام) أي دون إخلال بواجباتها (وأقصرَ الناس خُطبةً، وأقلَّهم هَذَراً. لا يَدعْ أحداً يَمشي معه إذا كان راكباً حتى يحملَه معه، فإنْ أبَى قال: تقدَّم أمامي وأدرِكني في المكان الذي تُريد. وإذا فقَد الرجلَ مِن إخوانه ثلاثةَ أيامٍ سألَ عنه، فإنْ كان غائباً دعا له، وإنْ كان شاهداً زاره، وإنْ كان مريضاً عادَه. وكان (ص) يُراعِي حُسنَ مَظهرِه الخارجي، فينظُرُ في المِرآة ويُرجِّل جُمَّته) يمشِّط مجتمع شعر الناصية (ويمتشِط، وربما نظر في الماء وسوى جُمَّته فيه. ولقد كان يتجمَّلُ لأصحابه، فضلاً على تجمُّلِه لأهلِه. وقال: إنَّ الله يُحبّ مِن عَبده إذا خرج إلى إخوانه أن يتهيّأ لهم ويتجمّل) على خلاف تصور البعض من أن التدين يعني أن تكون غير مرتب الهندام (وكان يُعرف بالريح الطيِّب إذا أقبَل. وكان يقول: إنّ خيارَكم أحسنُكم أخلاقاً).
- اللهم اجعلنا من المهتدين بهديه، والمقتدين بسنّته إنك سميع مجيب.