في قضية أصحاب الكهف ما هي العبرة أو الدرس الذي استفاده أهل ذلك الزمان من هذه الواقعة مع العلم أنهم خرجوا من قريتهم هرباً ولم يعرف الناس عنهم شيئاً حتى تغير الحال وجاءهم قوم موحّدون، وعندها أحياهم الله سبحانه وسرعان ما أماتهم مع العلم أنه لا بد لكل واقعة من هدف وحكمة؟

إنهم خرجوا تحت تأثير الضغط الذي كانوا لا يملكون أمامه أية فرصة للتماسك، فعندما خرجوا وغابوا عن الناس، فمن الطبيعي أن يكون هؤلاء قد افتقدوهم وبحثوا عنهم ولكن لم يجدوهم وبقيت الأجيال اللاحقة تتحدث عنهم، ولذلك عندما كشف الله أمرهم كانوا ماثلين في وعي الناس ووجدانهم بالرغم من مرور ذلك التاريخ كله الذي يُعد بالقرون. ولهذا عندما جاء الناس إليهم كانوا يتبرّكون بهم حتى أماتهم الله وذلك قوله تعالى{لنتخذن عليهم مسجداً}[الكهف؛ 21].

لذلك فموقف الفتية أصحاب الكهف يمثل الصلابة في الحق بمعنى أنهم لم يخضعوا للطاغوت بل تركوا أهلهم وبلادهم لأنهم لو بقوا هناك لأضلهم المستكبرون، وهذا ما تعبر عنه الآية الكريمة {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها}[النساء؛97]. وهذا هو المثل الذي يمكن أن نأخذه ونعتبر به