أشعر بالنّدم لارتدائي الحجاب!

استشارة: ارتديت الحجاب منذ عدّة أشهر، ولكنني لا أشعر بالراحة النفسيّة لعدّة أسباب، أبرزها أنّني لست مقتنعة به، وبكونه واجباً، كما أنَّ الحياة تتطوَّر، وثيابي كانت محتشمة حتى قبل ارتدائه، والمحيط الَّذي أعيش فيه ليس ملتزماً، وأنا أرى أنّ الإيمان في القلب، والأعمال بالنيّات، وليست بالمظاهر. أنا في حيرة، وأرجو أن أعرف رأيكم في هـذا الموضوع.
وجواب الشّيخ حسين عبدالله: أختي الكريمة، لا تخسري التزامك بالحجاب الَّذي هو واجب شرعيّ على المرأة، وهو صون وستر لها، لكي لا تكون عرضةً لنزوات الآخرين. وقد دلّ على وجوبه قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً)[الأحزاب: 59]، وقال تعالى: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[النور:31].
والإيمان هو بالقلب والعمل، وكون الأعمال بالنيّات، ليس معناه ترك العمل، بل إنّ قيمته وقبوله هو بالإخلاص لله عزّ وجلّ، والإنسان المؤمن يسلم لله تعالى فيما حكم الله وشرَّع له: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)[الأحزاب:36] (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)[البقرة:131].