ابني يعاني العزلة.. فماذا أفعل؟

سؤال: يبلغ ابني من العمر 14 عاماً. وقبل سنتين (أي مع بدايات سن البلوغ)، تغير أسلوبه في التعاطي مع الجميع، فأصبح سلبياً جداً تجاه إخوته، وبدأ يرفض الالتقاء بأصدقائه ومشاركتهم في أيّ نشاط ترفيهي أو ثقافي، وصار يفضِّل العزلة والبقاء لفترات طويلة دون ان يرى أحداً.كيف يمكن معالجة هذه الحالة التي طرأت على الولد؟ وهل للتغيرات الجسدية أثر في ذلك؟ وما هو دور الأهل؟ وجواب د.محمد رضا: بين السادسة والحادية عشرة من العمر، يعيش الولد مرحلة عمرية تتسم بالهدوء النسبي، والاتزان الانفعالي، والتوافق الاجتماعي، يكتسب خلالها معارف وخبرات ومهارات كافية... وما ان يتجاوز الثانية عشرة، حتى يُفاجأ بتغيرات جسدية تفرز حاجات نفسية تتطلب رعاية خاصة، من أجل ان يواجهها بوعي، ويتكيّف معها بحكمة، والا، فانها قد تشوّه مستقبل حياته، اذا لم يُهيّأ لها بالثقافة والتربية. وحتى يجتاز الولد هذه المرحلة بسلام، لابد من:
-1 تهيئة الولد مسبقاً وتعريفه الى معالمها، وذلك باطلاعه على ما سيصادفه من تغيرات حساسة، وكيفية التعامل معها، كي لا يعيش الحيرة والخوف والضياع.
-2 فهم حاجات الولد: (الحاجة الى المكانة والاحترام- الحاجة الى التحرر والاستقلال- الحاجة الغريزية).
-3 التربية الروحية التي تدفعه الى تقبّل بعض القيود والضوابط الشرعية، والصبر على الحاجات الغريزية.
واذا لم يُهيّأ الولد بالثقافة والتربية والمواكبة الميدانية، فان آثار هذه التغييرات السلبية ستترك بصماتها الواضحة في بعض معالم شخصيته، فاذا لم نتعامل معه على أساس حاجاته ومتطلبات مرحلته العمرية، فانّه سيعيش فترة عواصف وأزمات وتوتر، تسودها المعاناة والاحباط والقلق والثورة والتمرد، ما يؤدي به الى الخروج على القيم والتقاليد والعرف، اذا لم يكن محصّناً بالتقوى والرادع الديني.وهناك واجبات على الأهل تتمثل بالأمور التالية:
- ان يفهموا خصائص هذه المرحلة وحاجاتها، ويتعاملوا مع أولادهم على أساسها.
- ان يُطلعوا أولادهم بحكمة على ما ينتظرهم من تغيرات فيزيولوجية، حتى لا يعيشوا الحيرة أو العقدة من الابن تجاهها.
- ان يبنوا مع أولادهم علاقات محبة وثقة واحترام، وأن يعتمدوا لغة الحوار سبيلاً الى التفاهم حول ما يختلفون فيه.
- ان يمنحوهم بعض الحرية في ممارسة بعض هواياتهم المشروعة في أوقات الفراغ، وأن يوفروا لهم مناخات اجتماعية نظيفة، اضافة الى بعض الرقابة الحذرة.