هل النَّفقة واجبة على الزوجة العاملة؟

سؤال: زوجي يفرض عليَّ مشاركته في النَّفقة على المنزل، وحجَّته في ذلك أنَّني موظفة، وبالتالي، علينا أن نتشارك في تأمين المصاريف اللازمة للأسرة، فهل ما يدّعيه له مبرر شرعي؟
جواب سماحة الشيخ يوسف سبيتي: إنَّ الحكم الشرعي في هذا الخصوص واضح وصريح، ويتَّفق عليه جميع المراجع والعلماء، كما ورد في القرآن الكريم: (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ)(الطلاق:7). فالإنفاق على المنزل وتأمين حاجات الزوجة والأولاد، من مأكل ومشرب ومسكن وطبابة وتعليم، وكل الحاجات الضرورية لأفراد الأسرة، هي واجبة على الزوج حصراً، ولا يجب على الزوجة حتى لو كانت ذات حال، أو كانت سيّدة منتجة، أن تنفق على المنزل أو تشارك في هذه النفقة، بل على العكس، إذا قدّمت الزوجة مالاً وساهمت في الإنفاق على المنزل، فيعتبر هذا العمل تبرعاً منها، ومن حقّها أن تفترضه ديناً، ولا سيَّما إذا ألزم الزوج الزوجة بالإنفاق.
واليوم، وفي ظلّ الواقع الاجتماعي والاقتصادي الصعب، تشارك كثير من الزوجات أزواجهنّ في الإنفاق على شؤون المنزل، وهو ما يخفّف من وطأة هذا الوضع ويريح الأسرة. وما تقوم به الزوجة في هذه الحالة، هو أمر ناتج من أخلاقياتها ووعيها لدورها في المحافظة على الأسرة، وفي ذلك المثال للتضحية والابتعاد عن الأنانيَّة.