عوائق التوبة

إنّ هناك عوائق تعترض طريق العائدين إلى ربهم، يفتعلها الشيطان ليؤخر توبة العبد أو تفتعلها النفس الأمارة بالسوء.. من هذه العوائق:
1- التسويف: وهو تأخير التوبة ببعض الاعذار منها: توهم من انّه لا زال في أوّل شبابه، عليه أن يتمتع بدنياه، إلى غير ذلك قال أمير المؤمنين لعي عليه السلامك (ويرجّي التوبة بطول الأمل).
2- الادمان على الذنب: من شدة ذنوبه وكثرتها لا يمكنه الاقلاع عنها، ويعتقد انه لا يمكن أن يتوب الله عليه لكثره ما اقترف من المعاصي وهذا الإدمان قد يدفع نحو اليأس.. (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر/ 53).
3- يخاف من هجران أصدقائه له إذا تاب لأنّهم لا زالوا على ماهم عليه من المعصية.
4- يخاف أن لا يستطيع المواصلة على التوبة لضعف نفسه، وهو يقول لقد تبت الا أنني عدت من جديد إلى ما أنا عليه، فهو متردد في التوبة.
5- يخاف أن يقال عنه رجعي متخلف إذا ما نهج نهج الصالحين، وتلك موضة العصر القاتلة وهي أنْ يُذم من يعبد ربه الذي خلقه والتزم أوامره.
6- سوء الظن بالله إذ يقول انّ الله باماكنه هدايتي ولو شاء لهداني، ويغفل عن انّ الله يريد من عباده أن يكونوا مختارين في عبادته حتى يميز الخبيث من الطيب.
7- الغرور والاتكال على سعة رحمة الله: ويدّعي انّ الله يطلب صلاح القلب، وان في الشفاعة كفاية دون حاجة إلى توبة وعمل.. وما إلى ذلك من مبررات واهية.
8- طبيعة العمل الذي يرتزق من خلاله، إذ يكون العمل محرماً في ذاته، والامتناع عنه ـ بتصوره ـ قطع للرزق، فهو يرتزق من الربا أو بيع الخمور أو بالغش أو بالاحتكار.. وينسى ان هذا المال لا خير فيه وهو مال سحت (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) الطلاق:2-3.