دكان شحاته - مكي عبدالأمير

لست بفقيه ولا كاتب ولا شاعر ولا مجنون.. انما انا مواطن عادي من هذا البلد الصغير الجميل.. بلد الخيرات.. بلدي الكويت.. احببته منذ نعومة اظفاري ولغاية مشيبي.. وسأبقى هكذا إلى موتي.. لا ابدله بألف بلد غيره.. وما دعاني للكتابة هو غيرتي على هذا البلد وحبي له.
اسميت مقالتي دكان شحاته، ولا اعني فيلم دكان شحاته، بل لأننا نرى كل يوم مَن يخرج علينا ليفتح دكاناً بيبع فيه بضاعته، ليشتهر ويربح الكثير بسرعه من خلال الضرب على وتر الطائفية، ليس حبا للدين وغيرة عليه، انما لتصوره أن هذا هو طريقه الوحيد للشهرة والوصول إلى المواقع المتقدمة في المجالس والوزارات أو غيرهما.. ونسي الفتنة القائمة منذ زمن، وفتيلها يتنظر من يشعله، وكما قال الله في كتابه الكريم: (كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ) اطفأها برحمته وبكرم اهل هذا البلد وطيبته وتمسكه بربه ومحبت اهله لبعضهم.
يخرج علينا كل يوم فلتة زمانه بعد الف واربعمائه سنه من بعثة الحبيب المصطفى، ليُفهم الناس انه اكتشف الطريق إلى (عطارد) وأنه قرأ ما لم يقرؤه غيره، وما لم يفهمه من الكتب الا هو.. فلتة زمانه يعتقد ويصرّح بأن الآخر المختلف معه كافر، وأنه وحده الذي يمثّل الفرقة الناجية، ونسي الفتن الطائفية التي اشتعلت والتي قد تشتعل بسببه.. فلتة زمانه (شحاته).. يشعل الفتيل ويفقد بلدنا الحبيب امنه وامانه ليصل الى كرسي زائل، وهو يدّعي الاسلام والايمان وينسى قوله تعالى (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا).. وينسى قول النبي لأسامة (هَلاّ شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ) ليعلم صدق إيمانه.. فيا شحاته، هلا شققت عن قلوب العباد لتعلم صدق ايمانهم؟
يا من تكفّر وتقضي في الناس بما ليس من شأنك.. انتبه لنفسك أوّلاً.. ولا تحاسب الناس على ما في ضمائرهم.. وتذكّر ان من قال اشهد ان لا اله الا الله محمد رسول الله كان اخاك في الدين.. يحرم عليك نفسه وماله ودمه وعرضه.. ويجب عليك الدفاع عنه.. وليس تكفيره. فكّر قبل ان تعطي رايك.. هل ستكون كلمتك هذه رضى لله ام لا؟ وتذكر قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ان اكثر الناس يُكبّون في النار على ما قالته السنتهم، فوالله لا اعتقد كلمة تفرق المسلمين وفيها رضى لله ولرسوله.. بل انما تكون دعوى جاهليه يجب ان ننبذها من مجتمعنا.