خطبة الجمعة 19 رمضان 1445- الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: ليلة القدر


- أراد الله سبحانه أن تكون ضيافته لنا في المناسبات الخاصة ضيافة بعيدة عن الطابع المادي، ضيافة نعيش فيها نسبةً من الحرمان المادي، والبُعد عن الاهتمام بالدنيويات.
- فعندما نحجّ، نكون في ضيافةٍ خاصة عنده سبحانه، فيُلزمُنا بالإحرام، وبهذا الإحرام يمنع عنا أنواعاً من الطعام، والشراب، والملبس، والطيب، والزينة، وبعض حاجاتنا الغرائزية، ويدفعُنا إلى ترك الاعتناء بمظهرنا الخارجي وغير ذلك.
- وبموازاة هذا الحرمان يُدخلنا في أجواء عبادية روحية حتى نصل إلى قمة ذلك في يوم عرفة، وهناك يكون الدعاء، والتضرع، والاستغفار، والبكاء، والندم في أشد صوره.
- وتستمر الرحلة الروحية العبادية بعد ذلك في منى حتى يهلّ العيد، بكل ما يحمله من مظاهر بهجة، ومشاعر فرح، وعودة إلى التمتع بما مُنعنا منه خلال فترة الإحرام.
- وتنزل علينا الرحمات الإلهية والهدايا الربانية لتغمرنا بأكثر مما طلبنا وأردنا وتوقعنا.
- وهكذا الحال في شهر رمضان، حيث نكون في ضيافة الله تعالى، ويُلزمنا أن نعيش من خلال الصيام حالةً من الحرمان خلال نهارات هذا الشهر، ومع هذا الحرمان يُدخلنا في أجواء عبادية روحية حتى نصل إلى قمة ذلك في ليلة القدر، وهناك يكون الدعاء، والتضرع، والاستغفار، والبكاء، والندم في أشد صوره.
- ثم تستمر الرحلة الروحية العبادية بعد ذلك في ما تبقّى من الشهر حتى يهل العيد، بكل ما يحمله من مظاهر بهجة ومشاعر فرح، وعودة إلى التمتع بما مُنعنا منه خلال الصيام.
- ومرة أخرى تنزل علينا الرحمات الإلهية والهدايا الربانية لتغمرنا بأكثر مما طلبنا وأردنا.
- هذه هي المعادلة الإلهية العبادية التي ينبغي أن ندركها ونحن نستقبل ليلة القدر، فهي
الليلة التي تمثل القمة في كل ما عشناه ونعيشه في أيام وليالي شهر رمضان.
- ومن يُضيِّع ليلةَ القدر فإنّما يضيع جانباً كبيراً من نتائج الحرمان المادي الذي عاشه خلال الشهر، ويحرم نفسه من الكثير مما كان له أن يحصل عليه في ليلة القدر.
- ويكفي لمعرفة عظمة هذه الليلة أن جاء التعبير في القرآن الكريم بقوله: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ).. ليفتح هذا التساؤل كلَّ أبواب العظمة في طبيعة هذه الليلة وعطاءاتها.. نسأل الله تعالى أن يبلّغنا هذه الليلة، ويوفّقنا لعرفان قَدْرِ هذه الليلة، ويرزقنا العمل بما يحبُّ في هذه الليلة إنه سميع مجيب. ولا تنسوا أولوية الدعاء لمن يقاوم الصهاينة اليوم على جبهات القتال منذ طوفان الأقصى، وإنما يقاومون نيابة عن الأمة في حرب مصيرية، وخلفَهم مدنيّون وقفوا ضد سياسات التهجير، وضد المخططات الشيطانية، فدفعوا الثمن من كل شيء، من أرواح أعزائهم، وممتلكاتهم، وحتى قرص الخبز.