خطبة الجمعة 23 جمادى الآخرة 1434 ـ الشيخ علي حسن ـ الخطبة الأولى : صلة الرحم - ج3


ـ تحدثت في الأسبوع الماضي عن خمسة أسباب تدفع الناس إلى قطيعة الرحم، وهناك مسببات أخرى، وقد تتداخل، ولكن قبل الاسترسال طُلب مني تحديد الرحم الذي نتحدث عنه.
ـ المقصود بالرحم الأقرباء، وهم قد يقتربون جداً كالإخوة، وقد يبتعدون كأبناء أبناء العمومة، وصلة كل طبقة تختلف عن الأخرى شدةً وضعفاً ونوعاً.. وقد يتدخل في تحديد ذلك أيضاً عامل المكان والظروف التي يعيشها الفرد.
ـ فصلة من يعيش في بلد آخر ليست كصلة من يشاركك البلد، وصلة الأخ تختلف درجة عن صلة ابن العم، وهكذا.. فالمسألة نسبية، ففي بعض الحالات يكون مجرد الاتصال الهاتفي كافياً لتحقيق الصلة، وفي حالات أخرى يتطلب الأمر الزيارة أو المساعدة المالية أو غير ذلك.
ـ المهم أن المسألة بحاجة إلى تقدير شخصي بإنصاف وبروح المسؤولية.
ـ نعود للحديث عن أسباب قطيعة الرحم، ومنها:
6ـ الاشتغال بأمور الحياة اليومية بصورة تستهلك كل الوقت وكل الجهد وكل التفكير.
7ـ سوء الظن لاسيما إذا تحول إلى حالة مرضية تبعث إلى الركون الدائم إلى الأسوأ في تفسير الكلمات والمواقف، وهو الأمر الذي يفسح المجال للبعض لصب الزيت على النار من خلال النميمة.
8ـ الحسد، ولا أقصد العين، بل الآلام النفسية التي تتبدّى بين بعض الأرحام نتيجة المقارنة، وما يترتب على ذلك من كلام ومواقف.. وقد قدم الله تعالى وصفة الراحة النفسية في قوله: (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى)[طه:131].
9ـ الخلافات العائلية الناجمة عن أسباب مختلفة كالطلاق في حالات الزواج بين الأقارب.
10ـ كثرة المزاح، وفي الخبر عن الصادق(ع): (كثرة المزاح تُذهب بالبهاء وتوجب الشحناء).